جهاز إدارة المدن التاريخية

dsc05985kj5

قم باختيار مدينة:

نبذة عن المدينة

 مدينة درنـــــــــــة 
لكل مدينة خصائصها تنفرد بها عن غيرها من المدن وتتجسد هذه العوامل في تطور المدينة عبر العصور تاريخياً ومعمارياً بالإضافة إلى جغرافية المكان والذي تتمثل في المناخ والتكوين الطبوغرافي والموقع.
الموقع:
تقع بإقليم برقة في الجهة الشرقية، أقيمت على جزء من مدينة دارنس المدينة اليونانية القديمة وكانت عاصمة لـ )مرماريكا( ولاية ليبيا الشرقية قديماً. وهي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا على خط طول 32.45 وخط عرض 22.40.
أما درنة الحالية فأول من أسسها هم الأندلسيون الذين نزحوا إليها سنة 1040هـ 1493م عندما استقرت بعض العائلات الأندلسية بها. واخذوا يشتغلون بالتجارة بشكل يفوق كل سكان برقة وبها مرسى بحري صغير في جهتها الشرقية كانت ترسو فيه السفن على بعد قليل من البر وتقع شرقي مدينة بنيغازي إلى الشمال بنحو 280 ك م.
وازداد نشاط الأسر الأندلسية في استثمار مساحات كبيرة من الأرض الصالحة للزرع والغرس وفي جلب المياه من )عين البلاد( إلى جانب قبائل عديدة من أولاد علي قد استقروا بمدينة درنة بعد انتعاش الحياة بها.
جغرافية المدينة:
اشتهرت درنة بموقعها وبطبيعة تربتها حيث تكثر بها الأشجار والنباتات الطبيعية والأزهار وبمياهها العذبة التي تمر عبر القنوات إلى جانب شلالها الشهير ) بو منصور (
ولقد استخدم أهل درنة المياه من عين البلاد ونبع عين أبو منصور وظلت مياهه تنساب في أعلى الوادي وقد تحققت الاستفادة من هذه المياه الغزيرة في عهد محمد باي (العهد العثماني الأول) الذي نحت لها قنوات عبر الصخور وأقام جسراً كبيراً يصل بين ربوتين في المكان المسمى حلق )بو رويس( وبأعلى هذا الجسر قناة يتدفق فيها الماء من ضفة إلى أخرى.
ويمتد عبرها وادي (وادي درنة) وهو من اكبر الأودية بليبيا حيث يقسم المدينة إلى شطرين الضفة الغربية والضفة الشرقية وتنحدر منه إلى القاع عدد من المستنقعات نمت فيها أشجار الصنوبر والسرو والعرعر وغيرها مما أضفى على المدينة طبيعة تميزها عن باقي المدن الأخرى المجاورة، الأمر الذي ساعد على استيطانها منذ فترات طويلة.

المراحل التاريخية لمدينة درنة:
ما قبل الفتح الإسلامي:
ويمكن تحديد الفترة الأولى بالفترة التي سبقت الفتح الإسلامي حيث تعرضت درنة كبقية المدن الليبية لتوافد أقوام من مدن خارجية وان كانت مأهولة بالسكان قبل مجيء الإغريق حيث كان يطلق عليها اسم (أراسيا) ولعلهم لم يستوطنوا بها- الإغريق- عند نزوحهم الأول إلى شرق ليبيا بسبب صعوبة الموقع والارتفاع الصعب لحافة الهضبة المحيطة بموقعها وبعدها عن إقليم المدن الخمس، أو من جراء النزاعات التي برزت بين القادة الإغريق آنذاك.
غير أن اسم درنة اخذ في البروز في عهد سيطرة البطالمة على إقليم برقة حيث اخذ هؤلاء في التوسع والبحث عن مناطق نفوذ جديدة وموانئ أخرى لرسو سفنهم حيث استعمرت المناطق المرتفعة فيه وبنيت كهوفاً ومغارات خصصت للسكن وهذا ما أظهرته الحفريات والبحث الأثري في تلك المنطقة.
وبعد وفاة أخر البطالمة الذين حكموا برقة ) بطليموس أبيون ( خضعت للامبراطورية الرومانية وفيما بعد أصبحت كل المنطقة الممتدة من خليج سرت الكبير حتى الإسكندرية دوقية واحدة وانتشرت المسيحية فيها فكان هناك أسقفية في درنة منذ القرون الأولى للمسيحية.
ومع مجيء الوندال تقلص انتشار المسيحية وإجبار السكان بترك النصرانية بالعنف أحياناً وباللين أحياناً أخرى إلى جانب تخريب الأديرة وتدميرها.