جهاز إدارة المدن التاريخية

قم باختيار مدينة:

نبذة عن المدينة

مدينة زويلة 

نتعرض في هذه اللمحة السريعة عن مدينة زويلة الإسلامية لموقعها الجغرافي وأهميته في ما كان يسمى بإقليم فزان وللأسباب التي دعت قادة الفتح الاسلامي إلى التوجه لفتحها أيام حكم الخليفة عمر بن  الخطاب في ولاية  عمرو بن العاص على مصر بقيادة القائد العربي عقبة بن نافع الفهرى ثم توضح مابقى من أثارها القديمة ومعالمها التاريخية .

تقع مدينة زويلة إلى الجنوب الشرقي من مدينة سبها وعلى مسافة تقرب من مائة وأربعون كم من مدينة مرزق التي تقع إلى الغرب منها وقد كانت قديما نقطة التقاء طرق تجارة القوافل المتجهة إلى جالو وأوجلة ثم إلى مصر وكذلك القوافل التجارية القادمة من بلاد السودان والمتجهة إلى بلدان البحر المتوسط حاملة مختلف البضائع فنجد إن بعض المراجع التاريخية تذكرها باسم زويلة السودان تميزا لها عن الحي الذي بناه الخليفة الفاطمي بتونس وأطلق عليه اسم زويلة كما أطلق اسم باب زويلة على أحد الأبواب المؤدية إلى قاهرة المعز وبدارسة متعمقة في كتب التاريخ والسير نرى أن الفرق الزمني بين فتح مدينة زويلة (زويلة السودان) والحي الذي بني في تونس بالقرب من المهدية باسم حي زويلة بينها فترة طويلة حيث فتحت مدينة زويلة بدايات العصر الإسلامي اثناء خلافة عمر بن الخطاب  فى حين أن  الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا قامت  في أواخر القرن الثالث الهجري .
لقد كان لمدينة زويلة أهمية بارزة منذ القدم حيت اجريت بعض الحفريات الأثرية أعطت مؤشرا بأن المواقع المكتشفة كانت مستخدمة قبل الفتح الإسلامي وكذلك الأساسات وبعض الجدران المنتشرة في العديد من الأماكن من المدينة ويؤيد هذا الافتراض وجود القطع الفخارية والمصنوعات محليا ومنها ماهو مجلوب إلى مدينة زويلة عن طريق التبادل التجاري .
وتتضح لنا أهمية زويلة في أوائل العصر الإسلامي لفتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب مباشرة بعد فتح مصر وهذا يعطينا تأكيدا تاريخيا لاغبار عليه بأن هذا الإقليم (إقليم فزان) بما فيه زويلة معروفا جيدا عند عاصمة الخلافة في المدينة للعلاقة التجارية والشهرة المتميزة في تسيير القوافل التجارية بين المشرق والمغرب والشمال والجنوب بتقاليد مقننة وآمنة تدر إرباحا على كل من احترف التجارة بين طرقها وخاصة التي تمر بزويلة . 
لقد تولى حكم زويلة أسرة بني الخطاب الهواريون التى اشتهرت بتسيير قوافل تجارية والاتجار مع بلاد السودان ونتيجة لذلك عم الثراء والغنى بها خاصة أيام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله الذي سُك باسمه دينارا بمدينة زويلة في سنة 414 هـ.