مدينة غدامس التاريخية
هي واحة من واحات طرابلس الصحراوية ومركز من أقدم الحضارة فيها وتبعد عنها إلى الجنوب الغربي بنحو 600 ك.م وجنوبي نالوت بنحو 318كم ، ومساحتها نحو 160 هكتار .
ويُقال لها "ردامس" وكانت تسمى قديماً "سيداموس" وهي مدينة قديمة لا يعرف تاريخ تأسيسها بالتحديد خضعت لنفوذ مدينة قرطاجة واحتلها الروم سنة 19ق.م وفتحها العرب بقيادة عقبة بن نافع سنة 42 هـ .
شيد فيها الرومان أحد الحصون الرئيسية في فترة عهد الأسرة السيفيرية وسكانها خليط من العرب ينتمون إلى قبيلة أولاد أبي الليل من الكعوب من بني سليم ، والبربر، وقليل من السودانيين ، ويتكلمون اللغة العربية ، ويعرف بعضهم اللغة السودانية لصلتهم التجارية بالسودان .
وفي سنة 1225 هـ ثارت غدامس على الحكم العثماني فذهب إليها جيش من اطرابلس بقيادة على القرمانلي فقضي على الثورة وعين لها حاكماً ورجع إلى طرابلس وخضعت للحكم العثماني دخلها الإيطاليون 1915م ، واستمروا فيها حتى انسحبوا منها صبيحة 12 يناير 1943م ودخلتها فرنسا مساء 13 يناير 1943م ، واستمرت فيها إلى أول يناير 1952م ، وذلك بعد كفاح مرير خاضه.
مساجد غدامس
1.جامع العتيق
يعتبر اكبر وأقدم جامع في غدامس ويرجع تأسيسه إلى سنة 45 هـ بعد الفتح الإسلامي مباشرة ويقع في مكان يتوسط المحلتين وليد ووازيت وعندما تعرضت غدامس لغارة جوية في سنة 1942 م انهار نصف المسجد وتصدع النصف الأخر وقد أعيد بناؤه من جديد بالكامل وأدخلت عليه بعض التغييرات وفي سنة 1970 م ادخل عليه المُصلّون بعض التحسينات والمرافق الحديثة .
2.جامع عمران الفقيه
يقع بشارع جرسان وأسس هذا الجامع عمران الفقيه رحمه الله لما وفد إلى غدامس هو وابنه في أواخر القرن الرابع الهجري وهو من الأشراف بشارع جرسان وقد أُعيد بناء المسجد في السنين القريبة غير أن المياه المارة بالقرب منه تسربت إليه وتصدع جانباً منه مما دفع المحيطين به إلى هدمه وإعادة بنائه من جديد على الطراز الحديث .
3.جامع تندرين
يقع هذا المسجد بشارع مازيغ ويُسمى مسجد "تندرين" أو مسجد الخطبة ومن المحتمل أن يكون ثاني أو ثالث مسجد جمعه أُسِس بغدامس ونتيجة لضيق الجامع ، عمل المرحوم / الحاج عبدالله هيبه على توسيعه ودفن ببيت الصلاة وقبره معروف به ولتصدع البناء القديم أزيل وأعيد بناؤه من جديد على الطراز الحديث .
4.مسجد يونس
أُسِس هذا المسجد في القرن الثامن الهجري ، ويوجد على بعد خطوات من مسجد العتيق ، وقد جدد بناؤه سنة 1953 م وأدخلت عليه بعض التحسينات وفي سنة 1970م أضيفت إليه كالمطاهر والحمامات .
5. مسجد أولاد بالليل
مسجد قديم ، قدم شارع أولاد بالليل بغدامس والذين وفدوا إليه من سيناون وسكنوا في غدامس واختطوا لأنفسهم شارعاً خاصاً بهم بما في ذلك هذا المسجد الصغير الذي كان في البداية مسجد أوقات ، وبعد تجديده أقيمت فيه صلاة الجمعة وأُعِيد بنائه على الطراز الحديث .
6. مسجد الظهرة
أُسِس هذا المسجد سنة 1971 ف على يد أهالي محلة افوغاس الواقعة في الظهرة ، والذين تبرعوا بأموالهم واختطوا لهم مسجد بحيهم ، وبرز هذا المسجد إلى الوجود تحفة فنية رائعة ، ويقع في مكان مرتفع وصومعته الجملية هي أول ما يقابل الداخل إلى غدامس وقد ساهم في بنائه بعض المواطنين وهيئة الأوقاف ، وافتتح سنة 1972 م وتصلي فيه صلاة الجمعة كغيره من المساجد .
7. مسجد سيدي عقبة أو سيدي البدري
هو مسجد أثري وقديم يحكي تاريخ الفتح الإسلامي لهذه الديار ، أُسِس سنة 54 هـ أو قبلها بقليل يقع قرب غدامس الجنوبية ، وهو مسجد واسع ولكنه ليس عامراً ، وأرضه يغطيها الحصى والرمال ويوجد بجانب احد أركانه خارج المسجد ضريح الصحابي الجليل مسعود عقبة بن عامر الفهري رضي الله عنه ، تعلوه قبة بيضاء جميلة(1) .
8.كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم
يوجد بغدامس حوالي عشرة كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم ، ولكن اغلبها الآن لا تؤدي دورها فقد غزتها المدارس النظامية واسعي ضبها عنها .
9. زاويا الطرق الصوفية
يوجد بغدامس تسع زوايا للطرق الصوفية منها ثلاث زاويا كبيرة للشيخ عبد القادر الجيلاني وزوايتان للشيخ / محمد بن عيسى وزاوية الشيخ / مولاي الطيب وأخرى للشيخ / المدني وأخرى للشيخ / عبد السلام الأسمر، وزاوية للشيخ / محمد على السنوسي ، وكل هذه الزوايا تُقام فيها (المواعيد) فيقرؤون (الورِّد) أو الحزب ثم يأخذون في رقصهم التواجدي ، وقصائدهم الملحنة وضرب الدفوف ونفخ البوق وضرب الباز ، كُلاِّ وطريقته الخاصة .