مدينة زلة
وهي واحة من واحات الجفرة ، تقع في الجنوب الشرقي من مدينة طرابلس ، وكانت تعتبر من بلاد ودان ، في الجنوب الشرقي منها بنحو 50 ك.م ، وكانت قبل الفتح الإسلامي تسكنها قبيلة مزاته ، وأكثر حاصلاتها التمور ، فكانت تأتيها القوافل من سرت وغيرها محملة بالشعير والقمح ليستبدلوا به التمور.
احتلها الإيطاليون غرة رمضان سنة 1927هـ وخرجوا منها سنة 1943م ، وفي هذه الواحة القديمة ثم اكتشاف فخار روماني من القرن الثاني الميلادي ، وأثار حصن من النوع الذي يوجد على طول الطريق الرومانية ، ولم تذكر زلة للمرة الأولى إلاَّ في القرن الحادي عشر ، وزلة ليست فقط تجمعاً عمرانياً ، ولكنها سلسلة من بساتين النخيل التي تمتد من الشمال إلى الجنوب على طول خمسين كيلو متر ، ولا يُمثل النخيل مصدر تروثها الوحيد ، وتكثر فيها المياه الجوفية القريبة والعيون الكثيرة .
وهي مدينة محصنة تقدم الحماية للمسافرين وتكرمهم ، ويزاول أهلها التجارة دون أي ضغوط وسوقها مقصود ، وتربطها الطرق بأوجلة وودان ، وسرت والكفرة نحو بلاد السودان ، وتمتد تجارتها إلى مصر إذا كان التوجه إلى الواحات (الداخلية والخارجية) يتم عبر زلة و أوجلة وعبر هذا الطريق جاء قراقوش لإحتلال أوجلة وزلة وأصبحت الطرق العابرة للصحراء تحت سيطرته ، وقام ابنه فيما بعد سنة 1258م بحرق ودان وعرض الطريق التجارية للخطر .
إلاَّ أن زلة قد انهارت بسبب الدور الحضاري الذي اكتسبته مرزق منذ منتصف القرن السادس عشر على حساب زويلة ومن تحول الطرق العابر للصحراء عبر الجفرة – بو نجيم - بني وليد ، نحو الجنوب(2) .